ينبري الخطاب القرآنيّ بمضامينه المعرفيّة ليأخذ مديات أكبر، فهو خطاب أُريد له أن يمتدَّ لما له من أثرٍ عظيمٍ في نفوس الناس، وبهذا يطّلع القارئ على المفاهيم القرآنيّة لتأسيس رؤى هادفة، إذ يتمُّ عبرها تأكيد الدروس والعبر، إضافةً إلى أنَّ ثمة أفكارًا قرآنيّةً تتضمن موضوعات إنسانيّة وعلميّة وفكريّة راسخة له أن يطّلع عليها، وينهل من موضوعاتها، وهذا ما يعزّز وجود الدرس القرآنيّ العلميّ والإنسانيّ في نفوس الناس من خلال تكريس رؤى وأهداف هذه الدروس وترسيخها.
ولا يخفى أنَّ الشروع بعرض المضامين القرآنيّة بطريقة تحليلية معرفية تستنبط وجودها من القرآن الكريم على وفق رؤية معاصرة تبيّن جماليات النصّ القرآنيّ ومقاصده بما ينسجم وتراثنا المعرفيّ لمدرسة أهل البيت (عليهم السلام) يساعد الآخرين في الكشف عن المضامين القرآنيّة وهدى الآيات القرآنيّة بما يمدّهم بالعلوم الإسلامية المتنوعة من أجل تكريس قيم فكريّة تهدف إلى إنتاج قراءة أكاديمية جديدة معزّزة برؤية معرفية تستند إلى المناهج الحديثة في فهم القرآن الكريم وتفسيره وتستمد نسغها من علومه وأحكامه من أجل مواكبة التطورات المعرفية التي تنتجها المعرفة القرآنية فتسهم في بناء الإنسان فكرًا وسلوكًا.
وهذا ما تسعى إليه مجلة( الذِّكْر) وهي تدعو الباحثين إلى أن يتوغلوا في التنقيب ليستبطنوا دخائل المعرفة ويستجلوا غوامضها لاستكناه المخبّأت وتمحيص الحقائق المعرفيّة.